أخبار وتقارير

روايات من ملحمة دار السبعين

المستقلة خاص ليمنات

القدسي: قوات الأمن سحبت  المغلس من السيارة وسحلته على الأرض ومستشفى العلوم رفض علاجي

> المهندس رفقي القدسي عضو مجلس شباب الثورة المستقل ومهندس الخدمات في ساحة الحرية بتعز تحدث عن مسيرة إحياء ذكرى مسيرة الحياة قائلاً: بلغ عدد الذين شاركوا في هذه المسيرة 361 ثائر من ثوار ساحة الحرية بتعز ووصلنا إلى أمام دار الرئاسة وهو المكان الذي كان مقرراً أن تصل إليه مسيرة الحياة لأن هدف مسيرة الحياة لم يكن الوصول إلى ساحة التغيير وإنما إلى دار الرئاسة لكن من حرف مسارها وعمل على تشتيتها هم مجموعة أفراد من اللجنة التنظيمية والجهات العسكرية المحسوبة على الجبهة الأحمرية بقيادة علي محسن الأحمر الذي احتال لإجهاض الثورة الشبابية السلمية.

ويواصل رفض القدسي حديثه عن مسيرة الإحياء حيث يقول: عندما وصلنا إلى أمام دار الرئاسة تعرضنا في اليوم الأول إلى حصار شديد ومنعوا عنا الطعام والشراب والبطانيات وغيرها من الأشياء الضرورية  والأساسية وقد حضر من يطلب منا أن نذهب لنعتصم أمام منزل الرئيس هادي لكننا رفضنا ذلك وقلنا نحن سنعتصم أمام دار الرئاسة لأنه قصر الشعب.

أما في اليوم الثاني من الاعتصام فقد تعرضنا لأبشع أنواع القمع وبدأت المصفحات المدججة بالجند تحاصر المكان منذ الساعة الخامسة أو السادسة مساء وشاهدنا عربات وقوات محافكة الشعب تغلق المنافذ وتتحرك بكثافة وتمنع الدخول إلى ساحة الاعتصام.

وفي الساعة الثامنة مساءً بدأت تصلنا أخبار بأن زملائنا الشباب المناصرين لنا يتعرضون للاعتداء في الخارج وفجأة وبدون سابق انذار وجدنا أنفسنا محاصرين بأربعمائة عسكري وبدءوا بالهجوم علينا من الخلف بعربات وخراطيم مياه تضخ غاز ومياه دخانية تزامناً مع ضربنا بالهراوات والصموال فلم نستطع المقاومة فلاذ اغلبنا بالفرار لكن كل من يفر كانوا يحتجزونه في المنافذ ويهجمون عليه وينكلون به ضرباً وشتماً.

أنا كنت في جوار الجريح البطل فهمي مغلس وعندما اشتد علينا الهجوم تعلقنا بالسيارة حق الدكتور أحمد عبدالعزيز وتحركت السيارة في اتجاه إحدى المنافذ فتم مطاردتنا من قبل أفراد من الأمن المركزي وحينها مسكوا بقدم فهمي مغلس أثناء انطلاق السيارة وسحبوه حتى سقط على الأرض، فتجمع حوله أربعة من أفراد الأمن وضربوه بهراواتهم بعنف ودون رحمة.. وفي تلك اللحظة بكيت وتساقطت دموعي بغزارة وأنا أشاهد هذا الموقف الحزين.. نعم مشهد مبكي وأنا أرى ثائر حر يسحبوه ويسحلوه على الأرض.. هذا ما حدث لفهمي مغلس وليس كما تحاول قوات الأمن أن تدعي أن سيارة ريدان العريقي هي التي دهسته فسيارة ريدان لم تكن تمشي خلفنا وإنما كانت تسير بخط موازي لسيارتنا

ولم تكتفي هذه القوات بالهجوم علينا بل أنها قامت باعتقال أي شخص يقع بيدهم ويحملونه على العربة وينهالون عليهم بالضرب ويشتمونهم بأقذع الألفاظ لقد قالوا لنا أننا لغالغة وبراغلة وشككوا بشرف النساء اللاتي كنا معنا تلك النساء الثائرات الشريفات اللاتي خرجنا من أجل اليمن وتحريرنا من الاستبداد.

لقد كانت البنت الواحدة من هؤلاء الحرائر بمائة ثائر حسب ما رأيت من عزيمتهن وصبرهن وشجاعتهن وعفتهن فتحية لهن ولكل ثائرات تعز واذكر من اللاتي شاركن في اعتصام دار الرئاسة أسرة الأستاذ الدغيش وابنته وأسرة الأستاذ عبدالعليم الأصبحي وطفلته والطفلة لينا وسيمون.

أنا من ضمن جرحى الثورة ولم يعالجني أحد أتحدى أي مسؤول يقول أنه قام بتسفير أحد من جرى الثورة الحقيقيين.

كما أني من ضمن من أصيبوا في ملحمة دار الرئاسة الأخيرة عندما كنت برفقة فهمي مغلس وقد تم إسعافنا إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا لكنهم رفضوا استقبالنا وقالوا أن المستشفى موقف حسابات الجرحى وعليكم أن تذهبوا للمستشفى الجمهوري.

فانتقلنا إلى الجمهوري فرفض اعفائنا من الرسوم فاضطرينا إلى دفعها إلى خزينة المستشفى.

وأود أن أسجل هنا الشكر للدكتور عبدالرحيم السامعي والدكتور نصر القدسي اللذان قاما بتحريك سيارة إسعاف إلى مستشفى الشرطة ونقلت منه الجريح فهمي مغلس إلى مستشفى الثورة.

كما أود أن أذكر هنا أن الاستاذة توكل كرمان كانت قد دعتنا إلى مأدبة عذاء بعد خروجنا إلى ساحة التغيير فرفضنا العزومة فقامت بإرسال الطعام إلى الساحة لكننا أيضاً رفضناه وقلت لأخيها طارق كرمان كنا نتمنى من رائدة السلام أن تصدر بيان تدين فيه الاعتداء الذي تعرضنا له أمام دار الرئاسة ومن الامور التي تستحق الذكر أيضاً أن هناك أشخاص كانوا يأتوا إلينا ويقول من يريد أن يعود إلى تعز فإنهم مستعدون لتحمل تكاليف سفره وهؤلاء طبعاً من أتباع اللقاء المشترك

وعندما فشلوا في اقناعنا بالعودة قاموا بقطع التغذية عن معظم شباب الساحة باستثناء حركة احرار التغيير الذين أقدم لهم شكري الجزيل حيث فاجئونا بتقديم وجبات الغذاء والعشاء لنا رغم أننا لم نعرفهم من سابق.

وعبر صحيفتكم أؤكد أننا قررنا هذا العام الاحتفال بذكرى ثورة 11 فبراير في ساحة التغيير بصنعاء وندعو الجميع للمشاركة فيها دون استثناء كما ندعو الرئيس هادي إلى اصدار قرار جمهوري باعتماد 11 فبراير عيداً وطنياً كعيد 26 سبتمبر و 14 أكتوبر.

ونعاهد الجميع أننا ثوار فبراير لن نغادر الساحات حتى تتحقق جميع أهداف الثورة الشبابية بتأسيس الدولة المدنية الحديثة وإقامة العدل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وعزل بقية أفراد النظام السابق أحمد علي وعلي محسن الأحمر والأسرة الحمراء كلها.


الزبيدي: قال لي قائد الحرس حق السبعين  (ما جابك هانا روح عند أمك!)

> محمد حسن ناجي الزبيدي:

خرجنا من تعز ولا معانا هللة  أنا وزميلي عبدالعليم..  مشينا إلى إب ثم الدليل ثم يريم ثم إلى نقطة خدار ونزلنا هناك لأنه لا يوجد معنا فلوس.. صاحب السيارة مشى ثم رجع لنا مرة أخرى وأوصلنا إلى دار سلم بعد أن أخبرته أننا ثوار وصلنا بسبعين ريال إلى دار سلم لا نملك غيرها.. كانت الساعة الثالثة فجراً.. رقدنا هناك إلى الصباح بلا عشاء بلا صبوح.. وفي يوم الاثنين  وصلنا السبعين .. أول ما  وصلنا تفاجأ العسكر وقال لي قائد الحرس حق السبعين “ما جابك هنا روح عند أمك”.. قلت له “ وأنت مش حق أمك هذه الدولة المدنية أنا وأنت متساويين أير بأير.. فسكت.. وجلسنا ننظم السير ونهتف صامدين.. كان بعض العسكر يقولوا نحن معاكم وهم ضدنا حاولوا يضربوا عصا بين الشباب ساعة يتهمونا بالحوثيين وساعة من بقايا النظام، والعدد يتناقص 87-77-76-75-72- واستقر عند سبعين فقلت لهم والله أنه حصار السبعين من أول يوم الخروج بدأ بسبعين والأجرة من تعز إلى صنعاء بسبعين والآن محاصرين سبعين داخل السبعين.. بدأ عبدربه يرسل لنا سحرة الجن حقه ففشل فرجعوا يحاصرونا من الأكل والشرب أول ما هاجمونا الساعة 11 ليلاً بخراطيم الماء غسلونا كامل وزاد البرد علينا.. أصيب فهمي مغلس وكان مبطوح على الأرض فلم أصدق الموقف كنت أصرخ بأعلى صوتي وهو بين يدي يا قتلة يا ملاعين يا كلاب  فهجموا عليّ يضربونني بالهراوات بالرأس والظهر ويرددون: “يا فتالين.. يا ملاعين والديكم..  واتهمونا بما كان يفعله قوم لوط.. أنتم من الحوثيين” سحبونا وقالوا خليه يموت وكور عبدالحليم الصبري يحمله ليسعفه وهم يمنعوه لمدة نصف ساعة تقريباً.. كان أحدهم يقول أتركوه يموت.. ما مع أميكم هانا لنا يومين ما رقدنا.. شل البطانية حق العسكري وطلعنا فوق بابور الجيش وأنا أصرخ صاحبي فضربونا مرة أخرى أنا والأخ القنبلة.. كنت أصرخ أسعفوا صاحبي فتمكن عبدالحليم من إسعافه بعد أن حمله بالبطانية حقه وطلعونا فوق البابور وبقوا يضربونا بالعصي عسكر من الداخل وعسكر من الخارج من بين الحدائد.. شلونا إلى البوابة ثم شفت أصحابنا محاصرين مثل اللاجئين النساء والرجال موقف لا ينسى.. أحد الزملاء صرخ مثلي الشعب يريد اسقاط النظام فحصل على لطمة قوية وكل واحد يوصلنا من مجموعة إلى مجموعة في شوارع لا نعرفها وكل منهم يقول اجزع يلعن والديك حتى وصلنا إلى الساحة.. صعدنا المنصة وجلسنا لمدة ساعة صامتين كانوا يتحدثوا إلينا ونحن لا نتكلم استغربوا الجميع فقط كنت شعرا واحد يوضح أننا ضربنا ثم اتجهنا إلى خيمة الدكتور عبدالمعين الأصبحي.

في اليوم الثالث أو الرابع اتجهنا إلى بيت عبدربه هادي بالستين.. عملنا اعتصام هناك لنندد بما حصل بالسبعين ونطالبه بالمطالب اتجهنا نحن أبناء تعز مع أبناء الحديدة- (40 شاب طلعوا مسيرة إلى صنعاء لدعم ذكرى مسيرة الحياة)- بعد أن تم حجزهم في جولة عصر بعد وصولنا بنصف ساعة جاءوا والتحمنا مع بعض.. كانت الساعة الثامنة كنا نرقص ومعانا مكرفون ونردد: “يا بن هادي شوفلك حل.. ولا اعلنا وإرحل”، “لا سعودي لا إيراني، يرحل من خان الأوطاني..” ونردد شعارات أخرى..

وما هي إلا دقائق حتى أجوا لنا عسكر قالوا لكم مهلة ساعة وأخلوا المكان.. كانت الساعة 12 ليلاً تقريباً، كان هناك حوالي 200 عسكري مصطفين من حق الفرقة كلهم هراوات.. نحن توقفنا عن الهتافات حتى لا نزعج الناس وفجأة نشوف العسكر انسحبوا إلى جوار بيت عبدربه هادي وإذا بالبابور حق الرش ومكافحة الشعب يقتحم المكان.. كان الجنود الخاص بمكافحة الشعب مسلحين ويحملون هراوات.. رشونا بالماء وبدءوا بإطلاق الرصاص الحي بالجو ثم أطلقوا علينا مسيلات الدموع حوالي ست حبات أحداهم وقعت فوق الأخ/ عبدالرحمن محمد الكامل وعبدالحليم الصبري والدكتور/ عبدالمعين ففرقونا.. إحدى القنابل دخلت إحدى العمائر من شباك الدور الرابع وشاهدنا النار ترتفع بالغرفة.. خفنا على السكان فرجع اثنين من الشباب يدقون باب العمارة لينبهوهم فلم يسمع أحد والعسكري بعدنا فاضطرينا أن نسحبهم ومن ثم واصلنا العودة إلى الساحة.

زر الذهاب إلى الأعلى